على خطى طريق الواحات والقصبات


بعد رحلة جماعية أولى نحو منطقة أزيلال وشلالات أوزود في شهر يونيو من سنة 2012م.. وبعد رحلة جماعية ثانية نحو منطقة الشاون وشلالات أوقشور وشواطئ مارتيل في شهر ماي من سنة 2013م..قررت المجموعة أن تكون الرحلة الثالثة في شهر يونيو من سنة 2014م نحو منطقة مغايرة من مغربنا الحبيب، ولهذا وبعد توافق الجميع.. تقرر العزم أن نشد الرحال اتجاه واحات وقصبات جنوب المغرب..


ومنذ البداية أردنا لهذه الرحلة أن تكون مغامرة استكشافية وتوثيقا للعلاقات والصِلاة بين عناصر المجموعة..


ولقد كانت الرحلة بالفعل مغامرة شيقة بالنظر لطول مسار الرحلة الذي تجاوز 1700 كلم، قطعناها في مدة ثلاثة أيام متتالية.. بدأت من مدينة مكناس نحو كثبان مرزوكة مرورا بميذلت والرشيدية وأرفود..لنعرج بعد ذلك نحو مضايق تدغى مرورا بالجرف وتنجداد.. لنواصل سيرنا اتجاه مراكش عبر قلعة مكونة وورزازات.. ليكون مسار العودة إلى مكناس عن طريق مدينتي السطات والدار البيضاء..


حقا هو مسار طويل وشاق..لكن الرغبة في اكتشاف ما تزخر به مناطق جنوب المغرب من مناظر طبيعية خلابة.. والتطلع إلى تعرف غنى التراث الحضاري لهذه المناطق..أضفى على الرحلة نوع من المتعة.وجعل الجميع لايعير أي اهتمام لمشاق الرحلة..بل أن روح الاكتشاف التي طبعت نفوس المشاركين.. فرضت علينا التوقف عند كل منظر طبيعي جميل..وزيارة أهم القصبات والقصور..وتذوق الوجبات الغذائية المميزة للمناطق التي زرناها..من حيلب الناقة..ووجبة مدفونة..مما جعلنا نعيش أجواء من المتعة والإحساس بأصالة وغنى ثروات وثراث المغرب..


ومما زاد من متعة الرحلة هو انسجام وتناغم العناصر المشاركة..بحيت ارتقت النقاشات بين جميع الاطراف إلى مواضيع هادفة يتقاطع من خلالها عنصر المرح والإفادة وتقاسم وجهات النظر..وبالتالي تعزيز آواصر الصداقة..خصوصا وان عناصر المجموعة قد فرقت بينهم سبل الحياة..بحيث اصبحت مثل هذه الرحلات فرصة لتجديد اللقاءات.. واسترجاع الذكريات.. واستعادة النشاط..


وحتى تبقى أهم اطوار هذه الرحلة خالدة في أذهاننا..فلقد تقرر توثيق مراحل الرحلة من خلال شريط فيديو ضمن قرص مدمج..وكتيب يتضمن شهادات ومعلومات عن اهم المسارات والمعالم الطبيعية والعمرانية التي شملتها الرحلة



أبدأ كلمتي هذه بأبيات شعرية للإمام الشافعي عن فوائد السفر:

غرب عن الأوطان تكتسب العلا         وسافر ففي الأسفار خمس فوائد 


تفريج هـمٍّ واكتسـاب معيشة          وعلم وآداب وصحبـة مـاجد


فان قيل فـي الأسفار ذل وشدة         وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـد

فموت الفتى خير له من حيـاته          بدار هوان بين واش وحاســـد

ومن بين الفوائد التي ذكرت انفراج الهم والغم؛ فمما عرف واستشهر بين الناس ان الملازم للمكان الواحد،  أو الطعام الواحد قد يصاب بالسأم والملل منه ويحس بالرتابة في حياته، فتنتابه الرغبة بالتجديد. وهذا ما ينصح به الأطباء النفسيون من أصابه هم وغم أن يسافر.

ومن أجل تكسير روتين الحياة، ولاشباع رغبة الاكتشاف للمعالم التراثية والفنية لجهة تافيلالت ومدينة ورزازات السياحية، تم تنظيم هذه الرحلة السياحية الثالثة  وان اعتبرها البعض ماراطونية لكنها كانت من أجمل الخرجات حيث وقف المشاركون على سحر الواحات  والقصبات (الريصاني، مرزوكة، وقصر ايت بن حدو وجمالية قصبة تاوريرت التاريخية  ولم يفوت الجميع زيارة استوديوهات ورزازات السينمائية ...)

أردناها رحلة ترفيهية واستكشافية، فكانت كذلك، برفقة المجموعة المرحة التي أصبحت تصر أكثر بتنظيم مثل هذه الرحلات التي تساعد الجميع على اكتشاف مغربنا الحبيب الذي لا يعرفه الكثير، بل يعرفه الأجانب أكثر منا...

فشكرا للجميع على إنجاح هذه الرحلة، وموعدنا في الرحلة القادمة إن شاء الله.







لقد حان زمن تطبيق السُّـنة الحسنة للرحلة السنوية للنُّخبة الخيِّرة من الأساتذة المتنوعة مشاربهم...


حيث خرج الإثنى عشر رجلا ــ مرددين دعاء السفر:  (اللهم بك أصول، وبك أجول وبك أسير، اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى...) صبيحة:14-06-2014 . من مكناسة الزيتون تجاه مرزوكة؛ بلدة الرمال الذهبية التي يحج إليها الناس من كل فج عميق..عند دخولنا سجلماسة أخذ الجميع صورا تذكارية لهذه البلدة التي كتب عنها المؤرخون والأنتروبولوجيون والأدباء والشعراء من مختلف الجنسيات


فعلا إنها سجلماسة من أخصب البلاد أرضا وأصفاها سماء وأعذبها ماء وأجودها هواء وألطفها سكانا ...


وبمرورنا  بضريح المولى علي الشريف مهد الدولة العلوية؛ تجولنا  نحو المدار السياحي (21 كم) الذي يحيط بالريصاني وبهذه المناسبة الغالية تمتعتُ بإحياء الرحِم وصِلة الأحباب ... مُرددا قول أمير الشعراء أحمد شوقي: ويا وطني لقيتك بعد يأس   ***  كأني قد لقيت بك الشباب
اشتياقا وفرحا بهذه البلدة العزيزة معزة المغرب الحبيب من طنجة إلى الكويرة.
ثم كان موعدنا غروب شمس هذا اليوم الأول من الرحلة على الرمال الذهبية الدافئة بمرزوكة ...
     وفي اليوم الموالي انطلقنا مُبكرين تجاه كلميمة التاريخية نضاليا، وعند زيارتنا السوق الأسبوعي بها اشترى الإخوة التمور المتنوعة الأشكال والأذواق...وبعدها وصلنا بلدة تنغير السخية بنخلتها المثمرة وأوديتها الجارية المياه وكذلك جبالها الشامخة Les gorges du Todra
ثم توجهنا نحو قلعة مكونة؛ بلدة الورود الزكية والقصور العالية، فاقتنينا الهدايا المتنوعة ... ثم كان نزولنا الليلة بورززات السياحية عالميا ... وعند الصباح توجهنا نحو استوديو السنيما العالمي ثم زرنا قصبة آيت بن حدو التاريخية وبعدها واصلنا طريقنا نحو تيزي نتيشكا ذات الجبال الشامخة والأودية العميقة والمنعرجات الخطيرة...لكن من حفظه الله تعالى لا يضره من في الأرض ولا في السماء، وبارك الله لنا في أصحاب السيارات الثلاث الذين وهبهم الله إتقان السياقة ومهارتها: السيد عبد اللطيف حمام والسيد: عبدلاوي رشيد الذي كان يرشدنا لكل معلمة تاريخية أو منظر طبيعي جميل مع تأطيره التام للمجموعة،والسيد يوسف بلمهدي .
ولا أنسى الشاب الحكيم السيد عادل برادة الذي كان المساعد الأيمن...كما لا يفوتني تجديد الشكر الجزيل للأستاذ الجليل السيد عبد الكريم الصوفي الذي سهر على تنظيم وتنسيق وتوفير كل ما يلزم الرحلة من ضروريات وتحسينيات وتذكير بوقت الصلاة . إن هذه الرحلة تذكرنا بما قاله الإمام الشافعي رحمه الله:

تغرب عن الأوطان في طلب العلى  ***  وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشــــــــــــــة ***  وعلم وآداب وصحبة ماجـــــــد

وعند رجوعنا كبَّر الجميع ثلاثا وقال {آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون}
وهكذا دخلنا مكناسة الزيتون ليلا 16-06-2014. ومِنّا من يتذكر قول الشاعر ابن عبدون المكناسي:

...يكفيك من مكناسة أرجاؤها  ***  والأطيبان: هواؤها والماء


ليس من عادتي أن أتوتر عند الكتابة، و ليس من طبيعتي الحيرة و الارتباك، لكن عند تحريري لهذه الأسطر، وجدت نفسي غريبا و بإحساس غير مفهوم، فانطباعي عن هذه الرحلة يضعني في موقف غير واضح. شعور قوي بالانتماء و النجاح، وخليط من مشاعر جياشة بين ثناء على الانخراط القوي لكل الأصدقاء و عتاب على البعض لخروجهم عن الصفوف، عتاب محبة و أخوة و ارتباط بجمع مبارك طالما استطاع انجاح كل المبادرات السابقة.
رحلتنا لهذه السنة رسخت في نفسي معاني القولة الشهيرة " ليس من سمع كمن رأى" فقد سمعت الكثير من الآراء المتضاربة عن منطقة الراشيدية الرصاني مرزوكة وورززات، فمن ذهب إليها سائحا رجع منبهرا أما من فرضت عليه الظروف العمل بها و العيش فيها لمدة، فمنهم مادح واخر دام.
وما ذكري لهذه الأمور إلا محاولة مني لوصف الحيرة التي انتابتني عندما اختارت المجموعة زيارة هذه المنطقة، وتساؤلي الحائر عن مدى الجدوى من زيارة منطقة صحراوية قاحلة و جد فقيرة، ليأتيني الجواب في الرحلة فلقد اندهشت من كرم الناس و تنوع الطبيعة و غنى الرصيد التاريخي، شعب أبي ووطن رحب سخي. فكل قصبة من قصبات الريصاني تحكي حكايات مجد، و رمال مرزوكة شفاء للزائرين، أما جبال الأطلس الكبير و تنوع مضايقها و تعدد فجاجها لا تكاد تراها حتى تسبح بحمد الخالق الوهاب، لعظمة النشأ و هيبة المكان.
بداية، اكتفيت بملاحظات الأخوة معي في السيارة و استنتاجاتهم. نظرا لأنني تكلفت بسياقة سيارة الأخ رشيد العبدلاوي، ليتفرغ لمهمة أصعب و أدق ألا و هي توثيق اللحظات المهمة و أخد الصور اللازمة وهو الأمر الذي يتقنه جيدا. تجربة اكتشفت من خلالها تضحية الاخوان المسؤولين عن سياقة السيارات الثلاث حيث لم يتسنى لي الاستمتاع بالمناظر و الواحات بل اكتفيت بالتحليل العلمي للأستاذ رشيد والوصف الدقيق لفقيه المجموعة الأستاذ بوبكري عمر، وصف يمتاز بنوع من المبالغة البناءة تطفي طابع الحميمية و الحماس داخل السيارة.
تجربة فرضت علي شكرا خاصا للأخوة الذين تحملوا عناء السياقة و ذلك في كل رحلات المجموعة. قبل أن أترك مقود السيارة للأستاذ رشيد في اليوم الثاني من الرحلة، الذي أستهل بشرب حليب الناقة بعد حلبه مباشرة في وسط قروي صحراوي فريد. و ذلك بعد أن تذوقنا في عشاء الليلة الأولى أكلة المدفونة. لتتجه المجموعة في اليوم الثالث لزيارة مدينة ورززات و خاصة الأستوديو السينمائي الشهير و الذي استمتعنا كثيرا بزيارته.
ختاما أتجه بشكر خاص لمنسق المجموعة عبد الكريم الصوفي، على صبره و سعة صدره و تفانيه في تلبية رغبات المجموعة وتوفير الظروف المناسبة للجميع، و تسييره المحكم طيلة فترات الرحلة، فشكرا أخي الكريم، جزاك الله عنا كل خير.
مجموعتنا الغريبة و العجيبة، كل يدلي بدلوه و بثقل حمولته الاجتماعية و الثقافية و المرجعية، فمنا الحكيم و الرشيد و المشاغب و المرن، كل داخل نسق فريد حلو المذاق، فواصلوا كل على شاكلته فجمال الطبيعة في عشوائيتها.

بعد الانتهاء من السباق الثاني على الطريق الذي  نظمته ثانوية يعقوب المنصور بمناسبة اليوم الألمبي المدرسي والذي ٱقترن بميلاد ولي العهد المولى الحسن..هذا السباق الذي تميز بانخراط عدد كبير من الأساتذة وسكان المدينة..
ومع نشوة الفرحة والسرورر بنجاح هذه التظاهرة الرياضية..ارتآ عدد من الأساتذة القيام برحلة قصد الإستجمام و الراحة.. فاقترحوا علي هذه الفكرة التي جاءت صدفة..والتي أعجبت بها منذ البداية، ولما اجتمعنا زاد اعجابي بفكرة القيام بالرحلة خاصة لما قاموا بوضع تصميم محكم لمسار الرحلة..
التقينا يوم 2014/06/13 على الساعة 6 صباحا، فانطلقنا في حفظ الله ورعايته متجهين صوب مرزوكـة بعدما ان مررنا بعدة مدن اخرى كالراشدية،ارفود و الريصاني٠ ورغم طول هذه المسافة لم اشعر بالتعب لأن مرافقي من الأساتذة كانوا يمتازون بروح مرحة.. اعجبت بمرزوكة و برمالها الذهبية، والتي زادها غروب الشمس جمالا.. قضينا الليلة باحدى دور الضيافة، وكانت ليلة ممتازة..
 وفي الصباح الباكر اتجهنا إلى مدينة ورززات كمحطة رئيسية على أن نمر ببعض المدن الجميلة.. ووصلنا إلى تنغير ، واتجهنا صوب مضايق تودرة، وبمجرد ما وقع نظري على هذه المناظر الجميلة، أحسست بشعور غريب هو شعور الفرحة و البهجة٠ وقلت أن مغربنا يوجد به مناظر خلابة، ينبغي زيارتها و الاستمتاع بها لكن هناك مشكل الطرق التي تؤدي إليها.. فهي غير صالحة وينبغي الاهتمام بها حتى يكون الاقبال عليها كثير من طرف السياح..
وصلنا إلى مدينة ورززات،  وزادت فرحتي و نحن نزور استديو السينما، وقصبة توريرت، وقصبة ايت بن حدو٠ هذه الاخيرة التي أتارت اعجابي كثيرا..
لقد كانت الرحلة في غاية الجمال و الروعة،أتمنى من كل قلبي أن نقوم برحلات أخرى لمشاهد كل ما يمتاز به هذا الوطن الحبيب المغرب    .

Wandering in a gloomy dark forest
Tears on cheeks and heart palpitation in chest.
I heard a soft voice coming from the horizon,
And saw a colourful twilight that soothed my pain.
Bright smiling angels on unicorn,
Took me out of the horrible jungle of forlorn.
Suggested a trip to our gorgeous South,
A journey that revived my life, in sooth.
We visited Arfoud and Risani forts,
Merzouga and its golden dunes,
In a splendid guesthouse we spent the night,
And tasted the delicious Madfouna bread, sorry my diet.
In Tinghir , I fell in love with the beautiful Todra gorges,
Amazing scenery of rock sights and trickling water sounds.
In Kelaat Megouna that welcomes you with Roses breeze,
We bought gifts of roses products for our families.
To the marvelous Kasbah of Ait Ben Haddou,
A splendid village listed as world heritage by UNESCO.
Our country is rich of history, culture, diversity and beautiful landscapes,
Seas, snow cupped mountains, green field, dunes, oases… a worth visiting place.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق